FOREIGN LANGUAGES

ألإيمان

مواعظ


مقطتفات من عظة للقس أيرل فيليبس

القصة تقول أن رجلا وقف قرب الكابل أو الشريط المجدول الممتد عبر شلالات نياجرا حيث تجمَع حشدٌ من المتفرجين وسألهم كم منكم يعتقد أنني أستطيع المشي عبر الشلالات على هذا الكابل؟ قال الناس: نعم نحن نؤمن بأنك تستطيع ذلك. شاهدوه يسير على الكابل ويعود. وسأل مرة ثانية كم واحد منكم يعتقد أنني أستطيع أن أعبر دافعا أمامي هذه العربة على هذا الكابل؟ ألجميع أجمعوا نه يستطيع أن يفعل هذا ايضا. وبالفعل هذا ما حصل.  للمرة الثالثة سأل: كم منكم يعتقد أنني أستطيع أن أسير مع العربة ورجل يجلس فيها؟ هذه المرة علت ألأصوات والهتافات بإيمانهم في قدرته. ولكن عندما سأل: من منكم يرغب في التطوع للجلوس في هذه العربة؟ لم يتطوع شخص واحد. إيمانهم وقف عند هذا الحد فقط.

من السهل أن نقول لدينا ألإيمان, ولكن يختلف ألأمر تماما أن نجلس في ألعربة ونبرهن عن إيماننا بالعمل المطلوب. ألله يريد أكثر من مجرد إعتراف شفهي, أنه يريد منا أن يكون له علاقة شخصية معه من شأنها أن تُغيٍر حياتنا.

في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية أصحاح 5 وعدد 1 و 2 نقرأ "فإذ قد تبررنا بألإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح ألذي به أيضا قد صار لنا الدخول بألإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخرُعلى رجاء مجد الله". لكي ننال الخلاص يجب أن نؤمن بأن الله سيوفر لنا هذا الخلاص. ألإيمان ليس معقدا. نحن نستخدمه في الحياة اليومية على أساس منتظم. عندما أذهب لأملأ خزًان سيارتي بالبنزين, أقف عند المضخة وأطلب من الموظف أن يملأ الخزان وعندما ينتهي, لا أقفز من السيارة للتأكد من أنه لم يملأ الخزان بالماء. أعتبر بألإيمان أنه يعرف ما يجب عليه أن يفعل.

ألأصحاح الحادي عشر من الرسالة إلى العبرانيين يُعرف أو ٌيسمًى أصحاح ألإيمان. العدد ألأول يخبرنا ما هو ألإيمان: "وأمًا ألإيمان فهو الثقة بما يرجى وألإيقان بأمور لا تُرى".  من العدد  الثاني ألى نهاية ألأصحاح نقرأ عن ألأشياء الرائعة التي تحدث نتيجة هذا ألإيمان.

ألإيمان يؤمن بما لا يُصدًق

نقرأ في سفر التكوين ألأصحاح ألأول والعدد ألأول: "في البدء خلق الله السماء وألأرض". إنه أمر لا يصدًق. ألمؤمن يقرأ هذا العدد ويؤمن بما قرأ.

عندما كنت صبيا صغيرا علمتني أمي عن الخليقة ولم أشك في ذلك أبدا لأنها قرأت في الكتاب المقدس كيف خلق الله السماء والارض. عندما كبرتُ وطلبت من الله أن يهبني نعمة الخلاص, كان لدي ألإيمان الكافي لإنه إذا كان الله هو الذي خلق السماء والارض وأن يسوع المسيح مات على الصليب من أجلي, سوف يخلصني. وهذا ما فعل.

ألقيامة هي حقيقة اخرى نقبلها بألإيمان. إنجيل متى اصحاح 28 وعدد 6 يقول: "ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلُمًا أنظرا ألموضع الذي كان الرب مضظجعا فيه". نحن نعتقد فعلا في هذه الحقيقة التي لا يصدقها البعض. في رسالة بولس الرسول ألأولى إلى أهل كورنثوس أصحاح 15 عدد 13,14 نقرأ: "فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلةُ كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم". إذا كنا لا نقبل هذه الحقيقة العظيمة, كل نظام إعتقادنا لا قيمة له.

أيوب, الرجل الكامل والمستقيم والذي عاش قبل آلاف السنين, لم يكن لديه الكتاب المقدس ليقرأ عن القيامة عندما فقد عائلته وممتلكاته وصحته ومع ذلك وفي خضم تلك الساعة المظلمة, إستطاع أن يقول:"أمًا أنا فقد عَلمتُ أن وَليِي حيْ وألآخر على ألأرض يقوم. وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله". سفر أيوب: 19:25,26 تجربة أيوب كانت عظيمة جدا ولكنه بألإيمان رأى من بعيد ذلك اليوم المجيد, يوم ألقيامة.

ألإيمان يرى غير المنظور

في الرسالة إلى العبرانيين نجد هذه الكلمات: "بألإيمان نوحُ لمَا أوحيَ إليه عن أمور لم تُر بعد خاف فبنى فُلكا لخلاص بيته, فيه دان العالم وصار وارثا للبر الذي حسب ألإيمان" (11:7) آمن نوح ما سمع وصدًق الله. سفر التكوين يخبرنا أن نوح فعل حسب كل ما أمره به الله. لم يكن نوح الرجل الوحيد الذي كان يتطلع إلى المجهول والغير منظور. نقرأ عن الذين يقول الكتاب عنهم: "بألإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدًقوها وحيًوها وأقرُوا بأنهم غرباء ونزلاء على ألأرض. فإن الذين يقولون مثل هذا يظهرون أنهم يطلبون وطنا. ولكن ألآن يبتغون وطنا أفضل أي سماويا. لذلك لا يستحي بهم الله أن يدعى إلههم لأنه أعدً لهم مدينة". (11:13,14,16). أنا أعتقد أننا نرغب بأن نرى وطنا أفضل. نحن نتمتع بالحياة ولكن عندما ننظر بعين ألإيمان كيف ستكون السماء, ننتظر بفرح اليوم الذي فيه ننتقل من هذه ألأرض إلى ألأمجاد السماوية.    

ألإيمان يحقق المستحيل

نقرأ في إنجيل متَى ألاصحاح الرابع عشر والعدد (28:29) عن الرسول بطرس: "عندما رأى الرب يسوع يمشي على المياه قال له يا سيٍد إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء. فقال تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على ألماء ليأتي إلى يسوع". الرسول بطرس حقَق شيئا لا يمكن أن يحدث طبيعيا, لقد مشى على الماء. إبراهيم وسارة أيضا رأوا الله يحقٍق ألمستحيل. ألله وعد إبراهيم بأن يكون له إبن ولكن مرًت الأيام والسنين وصار عمر إبراهيم مائة سنة وسارة تسعين سنة وولادة إبن أمر مستحيل طبيعيا. ولكن مع الله كل شئ مستطاع. ألله لم ينسَ وعده. وُلد إسحق لإبراهيم وسارة في سن الشيخوخة.

لماذا ألإيمان مهم جدا؟ نجد الجواب في رسالة رومية ألاصحاح ألأول والعدد السابع عشر: "أمَا البار فبألإيمان يحيا". الرسول بولس لم يقل وأما البار فبالبصر يحيا او الشعور. ماذا يحدث لو فقدنا البصر او الشعور؟ من السهل أن نسير بألإيمان عندما تحيط بنا العائلة المسيحية. الطريق أمامنا واضح ونشعر بألرضا في نفوسنا.

كيف كانت تكون حالة شدرخ, ميشخ وعبدنغو عندما أُمروا أن يسجدوا لتمثال الذهب الذي صنعه الملك نبوخذنصرلو لم يكن عندهم ألإيمان بأن الله قادر أن ينجيهم من أتون النار المحمَى أضعاف المرات. قالوا للملك إلهنا قادر أن يخلصنا وحتى لو لم يفعل ذلك, لن نسجد للتمثال. والكتاب يخبرنا أن هؤلاء الثلاثة خرجوا من الآتون وشعرة من رؤوسهم لم تحترق.

ماذا نعرف عن دانيال؟ إنه إنسان. ولكن عندما عرف عن أمر الملك بأنه لا أحد يستطيع أن يطلب أو يسأل أي شئ  من أي مخلوق ما عدا الملك نبوخذنصر لمدة ثلاثين يوما, كان بإمكانه أن يذهب إلى بيته ويصلي سرا. ولكن الكتاب يقول: "فلما علم دانيال بإمضاء الكتابة ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو أوروشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم كما كان يقعل سابقا" لم يكن يعرف نهاية القصة ولكنه كان يؤمن بإلهه الذي نجاه بالفعل.

من أين يأتي ألإيمان وما هو مصدر ألإيمان؟ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ألأصحاح العاشر والعدد السابع عشر يقول: "إذاً ألإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله". عندما نقرأ الكتاب المقدس ونفتح قلوبنا لما نقرأه يزداد إيماننا. كذلك عندما نسمع موعظة ونفهم الحقيقة هذا ألإيمان يزداد أيضا. وهذا ما يحدث عندما نسمع الآخرين يشهدون عما فعله الله في حياتهم.  وكل ذلك يشجعنا كأفراد بأن ما فعله الله للآخرين يستطيع أن يفعله لنا أيضا.

في عائلتي لدي مثل على ذلك. عندما كانت أختي فيولا 39 عاما إكتسفت أنها مصابة بالسرطان. أخبرها الطبيب أنه على ألأكثر ستعيش ستة أشهر. بالفعل حدة السرطان أزدادت مع مرور الوقت كما أخبرها الطبيب. ولكن في تلك السنة أتت إلى ألإجتماع السنوي الذي تقيمه الكنيسة في كل عام. سمعت أحد ألإخوة يشهد عن شفائه من فتق مزدوج. ذهبت إلى المذبح لتصلي وقالت: "يا رب ما هو الفرق بين السرطان وفتق مزدوج؟" الرب شفاها كليا. بعد ست سنوات رآها ذلك الطبيب نفسه ولم يصدق ما يرى. طلب منها إذا كان ممكنا أن تاتي إلى عيادته ليفحصها مرة ثانية. هذا ما فعلت ولم يوجد أي أثر للسرطان في جسدها.

يسوع المسيح قال: "إن كنت تستطيع أن تؤمن كل شئ مستطاع للمؤمن". إنجيل مرقس:9:23 كيف هو إيمانك اليوم؟

أيرل فيليبس, قسيس متقاعد في كنيسة ألإيمان الرسولي ويخدم الرب مع ألاخرين في المقر الرئيسي للكنيسة في بورتلاند أوريغون.