فورست دامرون أحد روًاد ألإنجيل نال الخلاص سنة 1924. عاش وخدم الرب في بورتلاند, اوريغون وأفريقيا.
اليوم أريد أن أشكر الله الذي أعطاني أبا يملأ قلبه ألإيمان بالله. هذا ألإيمان زُرع في قلبي مذ كنت صبيا صغيرا ولم أستطع ألإبتعاد عنه. كنت أعرف أن هناك حقيقة في هذا الدين القديم الذي عاشه أبي أمامي على الرغم مما سمعته في المدرسة. البعض لم يؤمن بهذا الدين لأنه في نظرهم هو أسطورة قديمة. ولكنني كنت أعرف وأؤمن من كل قلبي أن ما شاهدته في حياة أبي لم يكن أسطورة.
"في البدء خلق الله السماء وألارض." هذا ما قرأته في الكتاب المقدس وهذه الكلمات زرعت ألإيمان في قلبي.
في المدرسة كان لدينا كتاب كبير يدعى جغرافيا. في هذا الكتاب نقرأ عن نظريات كيف جاء العالم إلى حيزالوجود. ورغم صغر سني قلت للآستاذ أنا لا أؤمن بهذه النظريات. أنا أؤمن "في البدء خلق الله السماء والارض" وما زلت أؤمن بهذه الحقيقة العظيمة.
في أحد ألأيلم كنت مع مجموعة من ألأصدقاء نتمتع بوقت طيب حين سقطتُ من شجرة ونجوت من الموت بفارق ضئيل. أصبت بجراح خطيرة وفي تلك اللحظة تذكرت كلمة الرب والجحيم الذي كاد يكون نصيبي لولا رحمة الرب. لقد كنت بحاجة أن أتصالح مع الله. لم أدخن ولم أشرب المسكر ولم أفعل أي شئ ظاهريا كان سيئا للغاية ولكن كان هناك خطيئة في قلبي. ركعت على ركبتي وفعلت كما يفعل الرجال الخطاة. إنهمرت الدموع على وجنتيً وطلبت من الرب أن يغفر إثمي. الشكر لله الذي محا آثمي وخلصني وتغيرت حياتي تماما.
لقد فعل الرب أكثر بكثير من ذلك إذ خلصني من الشلل كما أعلن الطبيب أن أكون بعد هذا الحادث. الطبيب قال لي أنه لا يستطيع أن يفعل أي شئ لي ولم يفعل. لكن الله فعل. الكسر في ذراعي كان سيئا جدا حتى أن نهاية العظم كان يظهر خلال الكتف. لم يتم تقويم الكسر أو وضعه في قالب لكن الله شفاه بأعجوبة على عكس توقعات الطبيب. كان لي إستخدام مثالي لذراعي لسنوات عديدة.
بعد أن خلصني الله بسنتين أصبتُ بالتهاب رئوي مزدوج وكنت أصاب بالهذيان وإعتقدتُ بأنني على عتبة الموت. طلبتُ من والدي أن يدعو شيوخ الكنيسة ليأتوا ويصلوا من أجلي. في الصباح التالي جاء هؤلاء ألاحباء, مسحوني بالزيت, وضعوا أيديهم على رأسي كما هو مكتوب في رسالة يعقوب ألأصحاح الخامس والعدد الرابع عشر والخامس عشر"أمريض أحد بينكم, فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنونه بزيت بإسم الرب وصلاة ألإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له". توقًف ألألم وشفيت على الفور. ولم أصب بإلتهاب الرئة منذ ذلك الحين.
لقد إختبرت قوة الله الشافية والحافظة لأكثر من خمسين عاما وتحت ظروف صعبة للغاية. عملتُ في وظائف البناء لبعض الوقت وفي وقت لاحق كنت كاتبا بالبريد على السكك الحديدية. حفظني الرب بنعمته لأنني كنت قادرا أن أقول "لا" عندما كان أحدهم يدعوني لأشاركهم ما كانوا يتناولون من الخمر.
خلال الحرب العالمية الثانية عندما إلتحقتُ بالبحرية الامريكية, أعطاني الرب القدرة أن أعيش الحياة المسيحية التي عشتها قبل أن ألتحق بالبحرية. كانت يد الله فوقي إذ نظرت إليه ليعطيني النصر في كل حالة. في طريقنا إلى جزر آلوشيان حيث كنا سنتمركز سمعنا أن السفينة التي كانت أمامنا على نفس المسار قد غرقت وتم إنقاذ عدد قليل فقط من الرجال على متنها. كنا على متن سفينة شحن دون مرافقة. كان سريري وآخرون أيضا في الجزء السفلي من السفينة وتحت سطح الماء. بعد سماع غرق السفينة ألأخرى كان رفاقي يخشون النزول إلى أسرتهم لعدة ليال. لكن إيماني كان في الله. كنت أنزل إلى أسفل تلك السفينة وأحصل على راحة ليلية سعيدة عالما أن الرب يراقبني من سمائه العالية. وكان لدي تأكيد على أنه في حالة سقوط السفينة ستذهب روحي إلى السماء. (تلك السفينة غرقت في وقت لاحق بعد أن كنا خارجها).
في الجزر حيث تمركزنا سمعنا أن الطقس في هذه الجزر أبشع وأردأ ما يكون في العالم ورغم المطرالمستمر, الثلج, الضباب ورتابة الحياة لم يستطيعوا أن يفسدوا السلام الذي زرعه الله في قلبي. كم هو عظيم أن تنعم بالسلام في وقت الحرب وعندما يكون الخطر في كل مكان.
في عام 1971 تشرًفت بالذهاب كمرسل إلى غرب أفريقيا. عندما وصلت هناك قيل لي أنه يجب علي أن آخذ تلقيح للكوليرا. فعلت ذلك وفي اليوم التالي أصبحت مريضا للغاية وعندما واصلت حالتي من سئ إلى أسوأ, زوجتي التي رافقتني, إتصلت بالسفارة ألأمريكية وأخبرت الممرضة عن رد الفعل للتطعيم. جاء الطبيب وبعد المعاينة قال لي أنني مصاب بالملاريا. أراد أن يعطيني الدواء لذلك لكنني أخبرته أنني كنت دائما أثق بالله لشفائي وسأثق به ألآن أيضا. الملاريا أثًرت على قلبي وإمتلأت رئتاي بالسوائل. فقدت ثلاثين رطلا في أيام قليلة وكان الطبيب والممرضة يشعران بالقلق إذا كنت سافارق الحياة.
في نفس الساعة التي وصل فيها التلغراف إلى مقر الكنيسة في بورتلاند كانت مجموعة صغيرة من الكنيسة في أفريقيا مع النساء وألأطفال تجمعوا في بيت ألإرسالية وإرتفعت صلواتهم إلى السماء. خلال فترة قصيرة كنت واقفا في هذه ألإرسالية أكلمهم وأعلمهم عن محبة الرب وما فعله من أجلي بفضل صلواتهم وصلوات الاخوة في بورتلاند. لا مستحيل عند ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
قيل لي أن الملاريا تعمل في دورة وأنها ستعود وبشكل دوري ولكن عندما شفاني الرب, كسر تلك الدورة ولم تعد أبدا.
سمح لي الرب أن أقوم بإثنتي عشرة رحلة تبشيرية في جزرالهند الغربية وأمريكا الجنوبية. إنها ميزة عظيمة أن أحمل أخبار الخلاص إلى ألآخرين في البلدان ألأخرى وأخبرهم عن قوة الله التي تهب الخلاص والشفاء. ما فعله الله في حياتي رأيته يفعله في حياة ألآخرين أيضا. ما أعظم هذا المخلص. آمنتُ به حين ذاك وأؤمن به ألآن أيضا. قلبي يفيض بالشكر والحمد لإسمه العظيم.