FOREIGN LANGUAGES

من الملاهي إلى المنبر

شهادات


أشعر بأنه إذا كان لإحد الحق أن يمجد الله, فأنا أحق من الجميع بذلك.  لم يعلمني أحد كيف أصلي ولم أعرف شيئا عن الكتاب المقدس. إبتدأتُ بشرب المسكر وأنا بعد صغير السن جدا. وكم مرة كانت أمي المسكينة تحاول أن تبعدني عن المسكرات لئلا أعود إلى البيت بحالة السكر كما كانت عادة والدي. ولكن رغم كل ذلك أستطيع أن أتذكر الآن كيف كنت أعود إلى البيت وأنا في حالة السكر الشديد وكيف كان يصعب علي الجلوس على مقعد العربة عندما كنت أعود مع والدي. كنت أدخل إلى المطبخ ثملا مترنحا لأشاهد أمي وهي تبكي والدموع تتساقط على وجهها.

كنت شرس الطباع وكثيرا ما توعدت أخي ألأكبر مني بأني سأقضي على حياته, ولكن كانت أمي تقف بيننا. لم أكن أعرف شيئا عن الله. تركتُ البيت وأنا صغير السن وإقترفتُ أبشع الخطايا. حطَطت رحالي في مخيمات قطع الخشب وإستخراج الفحم الحجري حيث يضعون المسكرات على المائدة تماما كما يضعون القهوة والشاي. من جراء  هذا أصبحت سكيرا في بؤرة الفساد هذه. بقيتُ على تلك الحالة المحزنة إلى سنة 1911.

بعد ذلك تعاقدتُ مع شركة لقطع الخشب في شمال كاليفورنيا طوال فصل الصيف. وفي نهاية الصيف أتيتُ إلى جنوب اوريغون لأقضي فصل الشتاء. كنت مغرما جدا بلعبة البولنغ فإستأجرتُ بناية في أشلاند, أوريغون وإفتتحتُ فيها مكانا للعب البولنغ. ولكن كان هناك بعض المسيحيين في نفس المدينة عازمين على إفتتاح إرسالية للتبشير بالإنجيل في نفس البناية التي إستأجرتها . إنني أشكر الله من أجل هؤلاء ألإخوة لأنهم بدأوا يصلون من أجلي ويطلبون من الله ان يخرجني من هناك ليتسنى لهم أن يجعلوها مكانا للتبشير.

لقد إعتراني تبكيتٌ مخيفٌ في تلك الفترة حتى أنني ذهبت إلى مخزن قريب من البناية وطلبت من صاحبه الكتاب المقدس. لم أكن أملك هذا الكتاب قبلا كما أنني لم أكن أعرف سطرا واحدا من محتوياته. قال لي أنه لا يوجد لديه الكتاب المقدس بكامله إنما لديه نسخ من العهد الجديد مطبوعة  بالحرف الأحمر. لم أكن أعرف ان هذا هو جزء من الكتاب المقدس ولكني إشتريته لأني شاهدتُ بين صفحاته صورا ليسوع وأخرى للملائكة.

كنت أجلس في  قاعة اللعب وأقرأ ذلك الكتاب بينما الرواد يمارسون العابهم. ذهبتُ إلى بلدتي لبضعة أيام وعندما عدتُ وجدتُ أنني قد نسيت العهد الجديد هناك. لذلك إضطررتُ أن أشتري الكتاب المقدس هذه المرة.

أريد أن أذكر لكم أن هؤلاء المسيحيين كانوا يصلون من أجلي كل هذا الوقت, عاقدين إجتماعات للصلاة في المنازل وبعض هذه الاجتماعات كانت تدوم حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.  كان الله يبكتني بشدة على خطاياي. وفي اليوم الذي اشتريت فيه الكتاب المقدس, أرسل الله إثنين منهم ليدعوني لحضور إجتماعاتهم الصغيرة.  كان ذلك بترتيب من الله لأني لم أكن أحلم أنني أنا هو المقصود بصلواتهم.

رغبة ملحة إستولت علي للذهاب إلى الاجتماع تلك الليلة. ذهبتُ وجلستُ في آخر القاعة بقلب مكسور ومنسحق من فعل الخطية. يدي كانت مكسورة من عراك سابق. في نفس الإجتماع وقف رجل وشهد عن ما فعله الله له وكيف أن الله إستجاب صلاته وخلًصه من خطاياه وكيف أنه الآن بدون خطية وبإمكانه أن يدلك على البقعة التي فيها خلًصله الله.

عندها إبتدأ الله بتليين قلبي المتحجر, وعند إنتهاْء الاجتماع طلبوا من الحاضرين أن يتقدموا ويصلوا. سمعت صوت الله من السماء مكلما نفسي وقائلا لي "من ألافضل أن تصلي." أجبت قائلا "لا أستطيع أن أصلي لإنني لا أعرف سطرا واحدا من الكتاب المقدس ولذلك فإني لا أعرف كيف أصلي". ومرة ثانية تكلم الله إلى قلبي بهذه الكلمات: "من الافضل أن تتقدم وتصلي."

إرتجفتُ كالورقة, خطوتُ في الممر وأجبتُ صوت الله الذي كلًم قلبي قائلا: "سأتقدم" أشكر الله لأني تقدمتُ. جثوتُ عند ذلك المذبح وطلبت من الله أن يساعدني وصلاتي كانت كصلاة  الاطفال. وبعد خمسة دقائق على ركبتي كنت متأكدا خلاص نفسي. لقد حطًم الله القيود والعادات التي كنت مكبًلا بها. وعرفت أن الله موجود وقد إستجابً صلاتي.

كم كان فرحي عظيما بعد ذلك عندما خرجت الى الشوارع لاقابل رفقاء الماضي واعلمهم أن يسوع المسيح قد خلص نفسي قائلا لهم لقد إنضممتُ إلى الكنيسة. لم أكن أعرف كيف أعبٍر عما حدث لي. بعضهم اتى وصافحني قائلا لي أن أبقى هكذا. كانوا فرحين ليشاهدوني وقد تخلصتُ من مسلكي القديم.

وحتى ذلك الحين لم يكن أولئك المسيحيون يعرفون أنني أنا هو صاحب ملعب البولنغ الذي كانوا يصلون من أجله. لم يعرفوا حتى ليلة الاجتماع التالية عندما أنا أخبرتهم بذلك. كنت فرحا جدا وجميعنا سررنا عندما عرفوا بأني أنا هو الرجل المقصود بصلواتهم. وعندها عرفتُ أنا أيضا لماذا كنت تحت تأثير ذلك التبكيت الشديد. بعد ذلك بايام قليلة كنت اساعدهم في تحضير المقاعد لقاعة الإرسالية الجديدة. وكان لي ألإمتياز العظيم أن أشهد في نفس البناية التي كنت فيها أعاقر الخمر متمرغا في الخطية.

قبل ان خلًصني الله إقترفتُ جرائم ضد الحكومة أستحق لإجلها أن أقضي سنوات عديدة في السجن داخل القضبان الحديدية. لكنني إعترفت بها جميعها بعد أن خلصني الله. لم يبق عندي أي رغبة للحياة  القديمة. الشراسة ذهبت كما ذهب الشرب والسكر. عرفتُ أنني قد حصلتُ على إيمان الايام الاولى. وقد إختبرتُ ذلك كل هذه السنوات الطويلة.

بعد مدة من الوقت دعاني الرب للخدمة. ذهبت إلى كنيسة  بلدتي القديمة حيث كنت قد ذهبت قبلا. كتبتُ في الكتاب المقدس وتركته ليجده الاخوة الموجودون هناك. وجدتُ تاريخ اليوم الذي فيه وقفت على ذلك المنبر بالذات. رأيت الكتاب المقدس القديم واشاراتي الخطية على صفحاته. يمكنني أن أقف هناك وأبشر بالانجيل وأشهد لهم عما فعل الله في حياتي. وقفتُ هناك وطلبتُ من الجمهور أن يسامحوني على الطريق الذي سلكته قبلا  وأنا في تلك النواحي. أعطانا الله إنتعاشا مجيدا ورأيت كثيرين من أصدقائي القدماء وزملائي في المدرسة وقد ولدوا فعلا الولادة الجديدة.

ذهبتُ إلى أماكن اللهو حيث كنت أتردد عدة سنوات. قمنا بتنظيفها وساعدني الرب أن نعقد إجتماعات في تلك الاماكن نفسها, ورأينا النفوس تطلب الخلاص. ولمدة تزيد على الثلاثين عاما منحتُ الفرصة الكافية لآخبر هذه القصة العجيبة عن قوة الله للخلاص.

                                                                                                                         كلارنس فرُست