على الرغم من أنني لم أستجب لنداء الله ودعوته لي في الحال, لكنه برحمته, إستمَرً يدعوني إلى أن رحًبتُ به في حياتي
عندما كنتُ جنديا في فورت ووردن, واشنطن قبل عدة سنوات, دعاني الله للتوبة. لم أكن أملك شخصية ترضي الرب, كما كانت لدي شهية للكحول وقلبٌ يميل إلى الخطيئة. كان أبي مسيحيا ولكن أمي لم تكن. في أيلم طفولتي كان هناك الكثير من الخلاف في بيتنا لهذا السبب. وفي أحد ألأيام بدا لي أن بيتنا على وشك ألإنهيار. كنا ثمانية أولاد, وتساءلتُ ماذا سيحدث لنا! في ذلك الصباح ذهبتُ إلى الحظيرة ركعت ُعلى القش وقلتُ للرب إذا كان من الممكن أن يبقينا معا سأعطيه حياتي. إستجاب الرب صلاتي وأنقذنا من تلك المأساة ألأليمة.
الشباب المضطرب
ذلك الوعد الذي قدًمته للرب في تلك الحظيرة قبل سنوات عديدة لم أحد عنه رغم أن حياتي أصبحت غير مرضية أمام الله. لم يكن إسمي جيدا في تلال أوهايو حيث كنا نعيش.
إضطرَ والدي أن يأخذني من المدرسة بسبب المتاعب التي سبًبتها هناك. وأدركتُ حالتي التعيسة عندما وضع الشرطي ألأصفاد الفولاذية حول معصمي لسبب ما فعلتُ. ومع تلك الحالة التي كنت فيها كان الجوع للرب يملأ قلبي والخوف أن أذهب إلى ألأبدية قبل أن أكون مستعدا للقائه.
عندما أصبحتُ في سن الواحد والعشرين كنت في الجيش وتذكًرتُ ان الوقت قد حان للحفاظ على الوعد الذي قطعته لله. وفي أحد أيام ألأحد ذهبتُ إلى قاعة البعثة في بورت تاوسند, واشنطن وهناك أخذت الكتاب المقدًس وحين فتحته سمعت صوت الرب العذب الحبيب يقول: "إذهب خارجا وحدك وصلي." ذهبت إلى الغابة القريبة مفتشا عن مكان أكون فيه وحدي مع الله. وجدت مكانا قرب جذع شجرة وهذا الجذع كان مذبحي وكان الله هناك. عنيتُ من كل قلبي ما صليت من أجله ذلك اليوم. أدرتُ ظهري للخطيئة وكرست نفسي لخدمة الرب. قلتُ للرب سوف لن أترك هذه الغابة قبل أن أحصل على الشهادة في قلبي أنك وهبتني الخلاص. وفكًرت إذا قُدٍر لي أن اقضي الليل بطوله في هذه الغابة اصلي إلى أن أنال الخلاص ذلك أفضل جدا من قضاء ألأبدية في الجحيم.
النصر كان لي
في غضون دقائق صليتُ الى النصر! ما حدث في قلبي من تغيير لا يمكن أن أنساه أبدا. سلام عذب غَمَرَ كياني. وقفتُ وتطلعتُ حولي. شعرتُ بأن كل شئ ذهبَ للراحة. هدؤ مقدس إستقرً على روحي لأنني نلتُ سلامي مع الله. الشوق للخطيئة إنتفى من حياتي. لم يكن هناك واعظ, كاهن أو حاخام ليخبرني بما جرى ولم أكن بحاجة إلى أي إنسان. في لحظة جعلني الله مخلوقا جديدا وعدتُ إلى مركز الجيش في الوقت المناسب لدعوة المساء.
عندما أرسلتُ خبر خلاصي إلى البيت كان فرح أبي عظيما ولكن أمي بَكَت. في وقت لاحق عندما عدتُ إلى البيت ذهبنا إلى الكنيسة حيث كان والدي يذهب للعبادة. وقفتُ أعظ عظة بسيطة حين رأيتُ أمي بشعرها ألأبيض وقامتها المنحنية تسير نحوي, وبعد كل هذه السنين طلبت مني أن أصلي من أجلها. لقد وَجَدَت هذا الخلاص الثمين كما وجدته أنا من قبل. يا لها من ليلة مجيدة إستَمَرً والدي ووالدتي بعبادة الرب معا بقية أيامهما ألأخيرة وكانت هذه ألأيام أجمل أيام حياتهما. قبل وقت قصير من وفاة أبي أخبرني بأنه كان على إستعداد في أي وقت سوف يدعوه الرب ليكون معه في الحياة الباقية. لم يمض وقت طويل حتى لفظ أنفاسه ألأخيرة وذهب للقاء إلهه. قبل وفاة والدتي قالت لإؤلئك الذين تجمعوا حولها: "قولوا لألين أنني سأقول لأبيه انه قادم".
الحب ألأخوي الدائم
في السادسة عشر من عمري عملتُ عند أخي في مزرعته. كان أخي حاد الطباع وكنت أنا كذلك مثله. في أحد ألأيام وقعنا في ورطة. قلتُ له سوف لن أعمل عندك بعد ألآن. قال إنه لن يدفع لي ما هو مدين لي. تركته. في وقت لاحق بدأنا نتكلم من جديد ولكن كان هناك برودة في هذه العلاقة. في اليوم الذي صليتُ فيه في تلك الغابة, كان أول ما فكرتُ به هو تلك المشكلة التي حدثت بيننا. سأل الرب: "ماذا ستفعل حيال ذلك؟" أجبتُ "سوف أسأله أن يسامحني". أرسلتُ رسالة إلى أخي وطلبتُ منه أن يسامحني, ولكنني لم أسمع منه أبدا. مضت أسابيع وأزعجني ذلك جدا فأرسلتُ له رسالة ثانية: "هل بإمكانك أن تسامحني؟" رغم أنني لم أسمع منه, شعرتُ بإرتياح أمام الرب. بعد ذلك كتبت له كما يكتب ألأخ لأخيه. وبعد فترة قصيرة قُتِلَ على الفور في حادث قطار. عندما وقفتُ بجانب قبره, في أعماق قلبي أدركت أنني فعلتُ ما بوسعي لجعل ألأمور في نصابها الصحيح.
عملتُ في عدة أماكن على مر السنين وكان فرح الرب يملأ قلبي. لفترة من الوقت عملتُ في مصنع امام ألأفران الساخنة. أشكر إلهي على القوة التي وهبني إياها. وسط حشرجة ألآلات وهدير المكائن كانت دموع الفرح تتساقط عى وجنتي, التسبيح والشكر من كل قلبي للخلاص الذي ينقذ ألإنسان من الخطيئة ويُحَرٍرَهُ ويجعله سعيدا.
في يوم من ألأيام أصبتُ بمرض فجأة وبينما كنتُ مستلقيا على سريري صليتُ والرب أستجابَ صلاتي. سمعتُ صوتا عذبا يقول: "أنهض, يمكنك السير ألآن،". أطعت في الحال. وفكًرتُ لو أنني لم أفعل لكنتُ ما زلتُ مريضا. في الحال رميتُ ألأغطية ونهضتُ مؤمنا بمواعيد الله فشفيتُ على الفور.
أخيرا أريد أن أشكر الله على الصحة التي منحني إياها والقوة في السنوات ألأخيرة من عمري وللفرح الذي لا يوصف في أعماق قلبي.. وألأفضل من ذلك كله انني أعلم انني على إستعداد لدعوة الله حين يدعوني إلى ألأمجاد السماوية حيث سأكون معه إلى ألأبد.
كان القسيس الين كرابتري محبوبا في عمل الرب. قام بالعديد من الرحلات التبشيرية في جميع أنحاء البلاد وكذلك رعى الكنيسة في سياتل, واشنطن لسنوات عديدة. في الخامس والعشرين من شهر تشرين ألأول عام 1977 فارق الحياة وإنتقل ليكون مع الرب إلى ألأبد.