صانعُ ألأرض بِقُوًتِهِ ومؤسٍس المسكونة بِحِكمَتِهِ وبِفَهمِهِ مَدً السموات. (إرميا 51:15)
إدنا سمعت الله يتكلم إلى قلبها من خلال جمال وبهاء خليقته الرائعة. كانت قد نالت الخلاص عندما كانت صغيرة السن, ولكنها تركت محبة الله ونعمة الخلاص بعد فترة قصيرة من حياتها. كبرت, تزوجت وأنجبت أولادا, وكانت العائلة تعيش في بوزمان ولاية مونتانا. يُطلق على مونتانا إسم "السماء الكبيرة" وكان السبب واضحا من منزل العائلة, حيث كان بالإمكان رؤية الجبال من كل نافذة, والسماء كانت رائعة حقا.
تقول إدنا: من شروق الشمس إلى غروبها, لم أستطع ألإبتعاد عن حقيقة أن الله أعطى خليقته مثل هذا الجمال. في كثير من ألأحيان عندما كان زوجي في العمل وألأولاد في المدرسة أو الخارج, كنت أركع وأصلي وأشكر الله على حياتي الطيبة, على عائلتي وعلى بعض من أجمل غروب الشمس الذي يمكن لأي إنسان رؤيته على ألإطلاق. كما أنني بدأتُ بالصلاة من أجل أن يفسح لي الرب طريقا لأعود إلبه.
في إحدى ألأمسيات تلقينا مكالمة مفادها أن إبننا وبعض أصدقائه تعرضوا لحادث سيارة مريع. ذهبَ زوجي إلى المستشفى على الفور ولكنني إضطررتُ للبقاء في المنزل مع أولادنا الصغار. ركعتُ وطلبتُ من الرب أن ينقِذ حياة إبننا, وقلتُ له أيضا أننيٍ سأعطيه قلبي إذا فعل ذلك. في صباح اليوم التالي إتصلتُ بأمي وطلبتُ منها أن تصلي من أجلنا. سمع الله صلواتنا وأنقذ حياة إبننا. ولكن منذ ذلك الحين كلما نظرتُ إلى خليقة الله كان روح الله القدوس ُيَبكٍتُ قلبي. بدا لي أن السماء أصبحت أكثر جمالا والثلج أكثر بياضا وعرفت في أعماقي أنني لا أستَحٍقُ كل هذا الجمال الذي خلقه الله, مما جعلني أشعربذنبي أكثر فأكثر.
تركنا مونتانا وعدنا إلى اوريغون. بعد فترة قصيرة بدأت ألاحظ بعض ألأشياء المقلقة في حياة زوجي فبدأت أصلي من أجله, كما أنني بدأتُ أقرأ الكتاب المقدس. في ربيع عام 1938 بينما كنت راكعة أصلي من أجل زوجي تكلم الرب إلى قلبي وأراني حاجتي أيضا, فطلبتُ منه أن يغفر خطاياي. غفر لي بلطفه الحبيب. وألآن أحب أن أنظر إلى السماء دون أن أشعر بثقل خطيتي وعندما أراها جميلة بشكل إستثنائي, أعرف أن الرب سيعود في أي لحظة.
سَمِعَت إدنا صوت الخالق لأنها كانت على إستعداد للإستماع. هل تكلم الله إلى قلبك من خلال عظمة خليقته؟ دعونا نتأكًد من أن قلوبنا منفتحة لسماع صوت الرب في أي مكان وفي أي لحظة يتكلم إلينا.