ولدتُ وتربيتُ في إحدى مدن المناجم. نشأت ُفي مكان أهله يشربون الوسكي ويقامرون. لم أكن أكبر من أربع سنوات عندما سكرتُ أول مرة. إن عربدة السكيرين وأزيز الرصاص لم يكن شيئا مستهجنا في تلك ألايام, لأن السكيرين الفاقدين وعيهم كانوا ينتهون في أغلب الأحيان بالخصام والمبارزة وتكون النتيجة أن يقتل إثنان او ثلاثة قبل أن تنتهي المعركة. أتذكر قول بعض الجيران في بلدتي: إن ذلك الصبي سيصل حتما إلى نهاية سيئة جدا. ولولا محبة الله لكنت بالفعل وصلت إلى هذه النهاية السيئة.
توفي والدي وانا في سن الحادية عشر فتفرقت العائلة. ذهبت أنا لأعمل عند شركة للمواشي. في سن السابعة عشر كنت أشرب أقوى أنواع الوسكي وأدخن أقوى أنواع الدخان. كنت أخلط ورق اللعب وألعب النرد وألعن مثل قراصنة البحار وأخاصم. كنت أعتقد أنه ليس بإمكاني أن أكون رجلا ما لم أجاري الآخرين بأعمالهم هذه.
حياة المراعي أصبحت سهلة بالنسبة لي ورغبتُ في عمل شئ آخر. الكتاب المقدس يقول: "أما ألأشرار فكالبحر المضطرب لإنه لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطينا. لا راحة للأشرار". هكذا أنا لم يكن عندي راحة. توقفتُ عن الرعي وتركتُ المناجم وانجرفتُ إلى شاطئ الباسيفيك. توقفتُ في بورتلاند أوريغون حيث برعت في أعمال الخطية. كنت أذهب إلى مخيمات السكك الحديدية ومخيمات إقامة عمال حصاد الحقول أماكن ألأشغال الشاقة والقاسية. كنت أحصل على وظائف حسنة وأخسرها او أتركها وأعود إلى المدينة لأجرب أن أغرق أتعابي ومشاكلي بالوسكي.
ترنحتُ في الشوارع باعين متورمة منهوك القوى بلا أمل ولا مساعد. أصبحتُ إنسانا معدما لم يكن من يستأجرني. فنيت حياتي وتبددت في حياة الشوارع وكمنبوذ لا يريده أحد.
كان في بيت صغير وقديم جدا حيث كنت أعيش في بورتلاند أوريغون أن إلتقيتُ الله أخيرا. كنت في حالة إحتضار, حالة لا تبعث على الرجاء. عيوني غارقة في رأسي. أصبحت كالخيال, خيالا للرجل الذي كنت قبلا. كنتُ أحك شعري بيدي مكابدا آلاما مبرحة. في كل ليلة كنت أسير إلى ذلك المكان وصوت إبليس يرن في أذني قائلا لي "أنت هالك.. أنت هالك". كم حاولتُ أن أنام أو أمشي أو أشرب المسكر لأبعده عني ولكن كنت أسمع كلمة هالك باستمرار. كم أشكر الله لأنه بيني وبين ألأبدية وقف الرب يسوع.
سبق أن صليتُ مرارا قبل ذلك ولكن كنت أصلي عندما أكون في خطر. أشكر الله إذ أنه في أحلك ساعة في حياتي صليتُ مرة أخرى. وهذه المرة لم أكن متأسفا لأني في خطر ولكنني رأيتُ نفسي كما يريدني الله أن أراها. رأيتُ نفسي قبل سنوات قليلة عندما كنت ممتلئ الصحة, شابا وسيما نشيطا وقويا وكأحسن ما يكون الرجال لقد أخذتُ الحياة التي أعطاني إياها الله وسمحتُ للشيطان أن يسلبها مني حتى أصبحتُ كالهيكل العظمي, خيالا وعظاما وخرق بالية.
ممددا في ذلك المكان وحيدا وبائسا, كان لدي الوقت الكافي للتفكير في طفولتي وذكريات أمي غمرت ذهني. أشكر الله لأنها علمتني عن يسوع وعندما كنت ولدا صغيرا في مدينة المناجم, في بيت صغير على جانب التل, أخبرتني عن ألله. قالت لي إذا كنت في أي وقت من الاوقات في ورطة أو خطر وتحتاج الى صديق, يسوع وحده يستطيع أن يساعدك. كانت تجمعنا خمسة أطفال حول ركبتيها وكل ليلة كنا نصلي. على الرغم من أنني إنجرفت لسنوات عديدة لم أكن بعيدا عن هذه الذكريات. في محنتي ويأسي هذه الذكريات إستحوذت علي في حالة ملؤها الياس, الحزن والألم وفقدان الرجاء. أرسلت إستغاثة إلى الله طلبا للنجاة. كنت أغرق وبحاجة لمن ينقذني.
نزلتُ من فراشي وعلى تلك ألأرض القذرة الملوثة بالزيوت, صليتُ وطلبتُ من الله أن ينقذ نفسي المسكينة التعسة. قلتُ "يا يسوع, ألا تريد أن تنجيني؟ لا أريد أن أذهب إلى الجحيم بهذه الحالة. أرجوك أن تساعدني". لم أكتف بمرة واحدة بل واصلتُ الليل بالنهار بالصلاة. صممتُ وأنا أصلي إذا لم أتمكن من الحصول على غفران الله يجب أن أحصل عليه مهما كلف ألامر.وسأذهب إلى الجحيم وأنا اصلي. شكرا لله بعد ثلاىث أسابيع فتحت السماء في إحدى الليالي وقوة الله الحي إنسكبت في قلبي وأحيتني. إلى حين تلك الليلة كان للشيطان النصيب ألأكبر في حياتي ولكن عندما خلصني الرب, ذهب إبليس إلى ألأبد. وإمتلأت الغرفة بالنور والسلام. وكانت هذه أجمل ليلة قضيتها في حياتي.
بعد فترة من الوقت بدأ الرب يريني بعض الآشياء التي يجب علي أن أصححَها. نظًفتُ حياتي الماضية. ّذهبتُ إلى ىشركات النقل ودفعتُ أجور القطارات في كل البلاد. بعد أن أصبحت معدما كنت من الدرجة ألأولى في سلب أجور النقل في الذهاب والإياب بين جيمع أنحاء البلاد. وكانت صلوات أمي ترافقني.
شئ آخر حاولت أن أرده وكان ذلك سرج حصان سرقته من مأمور الحكومة في بلدي بالليلة التي تركت فيها البيت. كنت بحاجة لسرج. سرقت حصان شخص آخر ولم يكن عليه سرج. تسكعتُ حول بيت المأمور وسرقتُ سرجه الثمين. وضعته على الحصان وخرجتُ من البلد راكبا عليه. عندما إبتدأ الله يبكتني شعرت بأن السرج أصبح أكثر ثمنا بأربع او خمس مرات. ولكني قلتُ رغم كل ذلك فإني سأرد المسروق. كتبت إلى المأمور وطلبت منه أن يسامحني وسأرد اليه سرجه. قال لي "عرفتُ انك انت الذي أخذته وقد ذهلتُ عندما فقدته ولكنني مع ذلك سامحتك فإنساه". ما أجمل هذا الشعور عندما نظفتُ حياتي الماضية.
لقد كان خلاصا عجيبا. إنه مخلص عظيم وهو مخلصي منذ سنوات عديدة. لقد طهًر حياتي القديمة وشفى أسقام جسمي في وقت لم أكن أعتقد ابدا أنني سأشفى. كنت إنسانا على فراش الموت. جربتُ الطب والدواء وألأجهزة الكهربائية وكل شئ آخر ولكن كنت أسير من سيئ إلى أسوأ. لم أكن أعتقد أن يوم إنسحاق الكوز سيطول فأنطفئ وتذهب نفسي رأسا إلى الجحيم وبدون توقف. ولكن أشرقت شمس البر والشفاء في أجنحتها. وجدت العلاج وهو دم يسوع المسيح. أعظم علاج عرف للخطية والمرض. كان العمل سريعا. جبر قلبي المكسور وجسمي العليل.آه إنه مخلص مدهش.
إن هذا المخلص هو يسوع القادر أن يقيم إنسانا مثلي, يقيمه على رجليه ويضعه في وسط شعب الله ويعطيه النعمة ليسير بإستقامة ويحفظه مستقيما. أشكر إلهي من أعماق قلبي لكل ما فعله من أجلي.
جاك روبنز