FOREIGN LANGUAGES

الواعظ الضال يجد المسيح

شهادات


نشأتُ وتربيتُ في الكنيسة وفي مدرسة ألأحد, ومنذ حداثتي وُضع إسمي في سجل عضوية الكنيسة. ومع ذلك لم أجد الفرح والسلام في قلبي سائلا نفسي لماذا؟ لم أشرب المسكر ولم أدخن في حياتي والمرة الوحيدة التي فيها أمسكتُ قضيب البلياردو كان في جمعية الشبان المسيحية.

وكما قلت تربيتُ في بيت يؤمن جميع أهله أن المسيح هو إبن الله. صرفت وقتي بين الكنيسة ومدرسة ألأحد. درستُ لإصبح واعظا وقضيتُ في الدرس ثماني سنوات وذلك كله لكي أحصل على شهادة كلية اللاهوت. كان لي ما أردتُ وتخرجتُ ومعي ثلاث شهادات. لكن كثيرا ما كنت أتأمل في حالتي وأفكر بأني إذا كنت مسيحيا حقيقيا فأين السلام والراحة والحرية التي يعلمنا عنها ألإنجيل وبأنها من صفات ومميزات المسيحي.

كنتُ دائم التبرم ولا أشعر بالراحة ولا بالسرور في قلبي بدون أي سبب ظاهر. وكثيرا ما كنت أسأل نفسي لماذا لا أستطيع أن أعيش حسب تعليم الكتاب المقدس.والذين كانوا حولي ومن نفس المجتمع الذي كنت أعيش فيه كانوا يسألون ذات السؤال. قالوا أنه لا يمكن للإنسان أن يحيا حياة أفضل من هذه في هذه الدنيا وقبل الممات. لم نكن نعلم أنه في مقدور ألإنسان أن يحيا يوما كاملا بدون أن يخطئ.

مع كل ذلك كنت أواجه رعيتي صباح كل يوم أحد وأنا أعرف أن حياتي ليست كما يجب أن تكون وأني كنت عاجزا عن أن أعيش حسب وصايا وتعاليم الكتاب المقدس. كنت أعظ عظات مسيحية ولكن أنا نفسي لم أكن أسلك بحسب ما أتكلم وأعظ.

في الرابع من شهر تموز سنة  1913جئتُ إلى مدينة بورتلاند أوريغون لحضور مؤتمر (ألمواطن الصالح) وكان الغرض من هذا المؤتمر إيجاد وسيلة لجعل مواطنين صالحين من المواطنين ألأردياء. نوقشت قضايا عظيمة بما فيها الظروف الإجتماعية وهي إصلاحات مطلوبة. وتم عرض قدر كبير من التعلم في ذلك المؤتمر. ولكن لم أسمع مرة واحدة أن هناك علاجا كافيا لمرض الخطية التي كان قد تمً تشخيصها.

قبل أن ينتهي المؤتمر حدث أن ذهبتُ الى جزء آخر من المدينة, وعلى زاوية أحد الشوارع جئتُ وجها لوجه مع مجموعة من الشبان حين سمعتُ أحد شبابهم يقول أن لرب السماء في العصر الحاضر القدرة الكافية لخلاص ألإنسان من كل خطية. لم أكن قد سمعتُ كلاما كهذا وسررت به مع أنني كنت قد سمعتُ بعضا من أشهر الوعاظ والخطباء في هذه البلاد. كذلك قرأتُ وسمعتُ عن عظائم الله وقوته في ألأيام ألأولى, وعن العجائب التي كانت تعمل وكنت أتوق دائما لأعلم أن نفس ألإله ما زال يعمل عجائب في هذه ألأيام أيضا. فأعلمني الله إياها في تلك الليلة. لقد وقف أحد الشبان وقال أنه كان شقيا سكيرا يصرف دراهمه حتى الفلس ألأخير في الملاهي وأماكن الدعارة وقد خلًص الله نفسه من الخطية. تغيرت أخلاقه وسكن الرب في قلبه وأعطاه رجاء بالحياة ألأبدية. سمعتُ أيضا العديدين أمثاله يشهدون عن قدرة الله. كانت ظواهر الغلبة ونعمة الله بادية على وجوههم ورنة النصر في أصواتهم. وقد تأكد لي أن شهاداتهم حقيقية. لأول مرة شعرتُ بأنني قد وجدتُ ألإله الحقيقي الذي وجده السكير مع أنني كنت أعتقد أن الذين مثله لا رجاء لهم.

ظهرت لي حقيقة حالتي تلك الليلة. ومع أنني كنتُ واعظا ومبشرا في الكنيسة وأقبض رواتب شهرية, كنت خاطئا وغير حاصل على خلاص نفسي. أراني الله أن علومي العالية ودراساتي لا تفيدني شيئا بدون التغيير الداخلي في القلب. وبأنني خاطئ أمامه ولستُ مولودا الولادة الجديدة. بعكس مظاهري الخارجية فإن قلبي كان مملؤا بالخطايا, بالحسد والحقد وكل مرارة وعذاب. بعض الناس كانوا قانعين بالحياة التي كنت أحياها قبلا, ولكنني بكل سرور خرجت منها.

ذهبت إلى غرفتي وقدًمت إستقالتي. لقد تعبتُ من التقاليد وصممتُ أن يكون بيتي بيتا مسيحيا حقيقيا وإلا فلا ضرورة للحياة. ذهبتُ الى مكان إجتماع هؤلاء المؤمنين وركعت على ركبتي وصليت إلى الله وتبتُ عن جميع خطاياي وهي المرة ألأولى التي فيها طلبت بحرارة ومن قلب صادق إلى الله وقلتُ: "إرحمني يا رب أنا عبدك الخاطئ". ومن هذه الصلاة القصيرة حصل لي فائدة أكثر من جميع علومي أللاهوتية السابقة, ونزع الرب مني الرياء وفتح لي كوى السماء وأصبح المسيح حقيقة حية عندي.

إستيقظتُ حوالي الساعة الخامسة صباح اليوم التالي وكان سلام الله لا يزال يملأ قلبي. أردتُ أن أجد شخصا ما يمكن أن أخبره عن قصتي ولكنني لم أكن أعرف أي إنسان في بورتلاند. لذلك سارعتُ إلى مكان ألإجتماع فرأيتُ شخصا كنتُ قد إلتقيته قبلا وقلتُ له: "لقد خلصني الرب". قال لي: نعم, أستطيع أن أرى ذلك إذ أنظر إلى وجهك. لقد غيًر الله حياتي تماما. بعد خمسة أيام صليتُ وطلبتُ من الرب أن يقدٍس حياتي فأعطاني هذه النعمة المجيدة. مع أنني كنتُ قسيسا لم أكن قد سمعتُ أن الله يعطي القداسة للإنسان الذي وجد الخلاص بالدرجة ألأولى. وبعدها طلبتُ من الرب أن يملأني بروحه القدوس فإستجاب صلاتي وأعطاني القدرة لأشهد للآخرين كما لم يحدث من قبل.

أشيا كثيرة حدثت منذ أن خلصني الرب. العديد من المتاعب وألأشياء المربكة حدثت  وتحدث دائما على هذه ألأرض ولكن هذه ألأمور تقول لي أننا نقترب من مجئ الرب. أمنيتي أن أكون مستعدا لذلك اليوم المجيد.

شارل رُدمن